بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
تحية طيبة وبعد..
ديننا القويم هو الداعي دوما الى مكارم الاخلاق.. ومحاسن الخصال.. وحاضا على فعلها بأنواع من الترغيب والتحفيز...
والمسلم الصادق هو المنتفع بتلك التعاليم الرشيدة.. والسعيد بالعمل بها....
وهذه وقفة مع خلق من تلك الاخلاق النبيلة صاحبه في مكان رفيع..
خلق من اتصف به استحق حقا ان يكون في مكان رفيع عند الله تعالى وفي قلوب الخلق.....
طيب الكلام وطلاقة الوجه
الكلام الحسن بضاعة الرابحين
يا طالب البضاعة الرابحة إن اطابة الكلام بضاعة الرابحين..
اذا تنافس الناس في امتلاك الذهب والفضة فلا يفوتنك اغلى منهما ..(كلمة طيبة تقولها لاخيك)..
قال ابن النكدر رحمه الله:
(يمكنكم من دخول الجنة إطعام الطعام وطيب الكلام)
فصاحب الكلام الطيب لا تراه الا رابحافهو قد وضع مكان القبيح الحسن وفي مكان الخبيث الطيب...
الكلمة الطيبة صدقة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
}كل سلامي عليه صدقةكل يوم ..........والكلمة الطيبة... صدقة{
فتامل كم من الحسنات اودعت في رصيدك اذا تكلمت بالكلمة الطيبة..
كم من الحسنات خسرت اذا لم تتكلم بالكلمة الطيبة...
ولكن الكثيرون لا يحاسبون انفسهم بمثل هذه المعادلات ..فتجدهم مضيعين منفرطين في كثير من الحسنات.. واما في امر الدنيا ورصيده من الاموال فتجده.. متيقظا.. حريصا.. فطنا..
مسكين.. هذا لو كشف له رصيد اهل الحسنات لعلم انه في غرور..
الكلمة الطيبة سبب دخول الجنة
اعظم ما فاز به الفائزون : (دخول الجنة)
الجنة سلعة الله الغالية.. ودار اولياء الله المتقين..
فأكرم لمن دخلها دارا.. وأكرم لساكنها قرارا..
وصاحب الكلمة الطيبة موعود بأن يكون من ساكنيها.. وهو وعد صادق.. من الصادق r..
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: علمني عملا يدخلني الجنة..
قال : (أطعم الطعام وأفش السلام ,أطب الكلام وصل بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام)
فما اسهل من ان يقول المرء الكلمة الطيبة فإنها لاتكلفه شئ ويحصد من ورائها كل خير
ففي الاخرة (دخول الجنة).. وفي الدنيا (حب الناس والسلامة من اضغانهم وعداواتهم)..
طلاقة الوجه شعار الصالحين
لا يختلف اثنان أن صاحب الوجه الطلق محبوب إلى كل من عاشره..
ولا يختلف اثنان أن صاحب الوجه الطلق متخلق بخلق فاضل.. كريم .. وهو خلق الصالحين ..
وإذا احب الله يوما عبده ألقى عليه محبة الناس
وطلاقة الوجه تدل على سماحة النفس.. وسهولة الطبع .. وهو من اخلاق المؤمنين..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمنون هينون لينون مثل الجمل الانف الذي إن قيد انقاد وإن سيق انساق وإن انخته على صرخة استناخ))..
قال ابن عمر رضي الله عنه: (إن البر شئ هين وجه طليق ولسان لين)
طلاقة الوجه شعار لتلك الوجوه التي امتلأت بنضارة الايمان..
فوجه البشوش .. أنضر من الدر.. وأبهى من ضؤ النهار..
وبشاشة الوجه دليل صفاء على اللقلب.. وسلامة أنواره.. وحبه للفضائل..
طلاقة الوجه من المعروف
طلاقة الوجه من اعمال المعروف والتي يربح صاحبها منها أعظم مدخور ..
( الحسنات )
فعجب ممن عجز عن اقتناص هذه الغنيمة الباردة..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لاتحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق))
البسمة في وجه اخيك هي من اغلى ما تهديه إليه .. وبها تدخل السرور في قلب أخيك المسلم فإن أثر طلاقة الوجه على النفوس لايجهله احد وهو أثر ملموس يحسه كل احد عندما يجد البسمة من أخيه.ز
وما دام ان تبسمك في وجه اخيك صدقة ومن المعروف .. فهلا استكثرت منه..
وإذا كان المحروم عجز عن اغتنام هذا العمل اليسير فهو لاشك عن سواه أعجز، نسأل الله السلامة والعافية..
هكذااا كانوااا
قال عبدالله بن الحارث رضي الله عنه : (مارأيت أحدا أكثر تبسمامن رسول الله r )
لقد كان الصالحون من سلف هذه الامة, من اعلى الناس مقاما في هذين الخلقين..
فهم أهل البشاشة, إذا لقوا الناس , وهم أهل الكلمة الطيبة , إذا تحدثوا مع الناس..
وكيف لا تكون تلك صفاتهم.. وهم المقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم والمنتفعون بهديه, في افعالهم واقوالهم..
لذلك اقتدى الصالحون برسولنا صلى الله عليه وسلم في ذلك ,
طيبا في الكلام ... وطلاقة في الوجه
قال بلال بن سعد رحمه الله: (كانوا يشتدون بين الاغراض
ويضحك بعضهم إلى بعض فإذا جاء الليل كانوا رهبانا)!
وكان ابن عمر رضي الله عنه :من امزح الناس واضحكه..
وكان محمد بن سيرين رحمه الله ينشد الشعر, ويضحك حتى
يميل, فإذا جاء الحديث من السنة كلح..
قال سعيد بن عبدالرحمن الزبيدي رحمه الله : (إنه ليعجبني
من القراء كل سهل طلق مضحاك, فأما من تلقاه بالبشر
ويلقاك بالعبوس , كأنه يمن عليك فلا اكثر الله في القراء
مثله)..
كان سلف هذه الامة يقدرون لكل شئ قدره .. فيضحكون وقت الضحك .. ويمزحون وقت المزاح ..
ولكن اذا جاء الجد فهم الليوث الكواسر.. فتنقلب تلك الوداعة إلى شدة ! وتلك البسمات إلى شرر..!
وليس عيبا على القدوة والرجل العظيم أن يراه الناس ضاحكا.. او مازحا..
ولكن بعض الناس يظن أن من الحزم أن يمون عبوسا.. منقبض الوجه.. كاسف البسمة!
ومثل هذا لايربح غير بغض الناس وعداواتهم وفوق ذلك مخالفته لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك..
ليس صعبا أن تكون بشوش الوجه.ز غزير البسمة.. فإن فعلت ذلك ربحت صلاح الدنيا والدين..
فلا ترغبن عن الافضل وتختار الاسوأ!..
والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد وآله وصحبه اجمعين