وقعت جميع الفصائل الفلسطينية، الثلاثاء 3-5-2011 في العاصمة المصرية
القاهرة على ورقة المصالحة الفلسطينية، مع إضافة بند سيحدد التزام الفصائل
بمقدار مشاركتها في قضايا وبنود الاتفاق.
وتم التوقيع بحضور خالد مشعل، رئيس حركة حماس، وعزام الاحمد رئيس وفد المصالحة في حركة فتح.
وسيتم غداً الاربعاء الاحتفال بالتوقيع على ورقة المصالحة في مقر جهاز
المخابرات المصرية وبحضور الرئيس محمود عباس في تمام الساعة الثامنة بتوقيت
غرينتش.
ويتوقع وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة اليوم، حيث يتواجد
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل منذ الأحد. كما دُعي كل من حركة
الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (يسار) والجبهة الديمقراطية
لتحرير فلسطين (يسار) وحزب الشعب الفلسطيني إلى التوقيع على الاتفاق.
ويأتي التوقيع
بعد إبرام مذكرة تفاهم في القاهرة في 27 أبريل/نيسان وقعها عزام الأحمد،
مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح، وموسى أبومرزوق الرجل الثاني في المكتب
السياسي لحركة حماس في اختراق مفاجئ بعد جولات عدة من المحادثات بين
الحركتين كان مصيرها الفشل.
ومن المقرر إقامة احتفال رسمي بالمصالحة غداً الأربعاء، بحضور عباس ومشعل،
في أول لقاء بينهما منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007.
وسيلقي عباس كلمة بهذه المناسبة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
كما سيحضر الاحتفال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير
الخارجية المصري نبيل العربي، ورئيس المخابرات المصري مراد موافي، وقد دعي
للاحتفال أيضاً الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.
بنود الاتفاق وينص اتفاق
المصالحة على تشكيل حكومة من المستقلين للتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية
متزامنة في غضون عام واحد. وحتى ذلك الحين، يبقى الوضع على ما هو عليه سواء
في ما يخص المفاوضات مع إسرائيل، والإبقاء على سيطرة كل من حماس على قطاع
غزة والسلطة الفلسطينية في مناطق الحكم الذاتي في الضفة الغربية.
كما ينص على تشكيل مجلس أعلى للأمن لمعالجة القضايا ذات الصلة بقوى الأمن
التابعة للفصائل، على أن يتم توحيدها في المستقبل إلى قوة أمنية "مهنية"
متكاملة، مع تشكيل لجنة انتخابية وإطلاق سراح السجناء من كلا الحركتين.
كما سيعمل الطرفان بعد التوقيع على تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين لتحل محل حكومتي فياض وهنية.
وأعلن القيادي في حماس محمود الزهار الذي شارك في مفاوضات القاهرة في
مقابلة نشرت الإثنين مع صحيفة "الحياة" اللندنية أن رئيس الوزراء المقبل هو
مستقل من قطاع غزة.
وقال الزهار إن "اختيار رئيس الحكومة الجديد سيتم بالتوافق"، رافضاً
الدعوات الأوروبية للإبقاء على فياض. وأضاف الزهار أن "تشكيل الحكومة سيتم
في إطار وفاق وطني فلسطيني وليس وفاقاً فلسطينياً أوروبياً".
لكن الاتفاق لن يغير أي شيء في مفاوضات السلام مع إسرائيل المتعثرة أصلاً.
انتقال سلس للسلطة واستبق رئيس
وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض التوقيع بالدعوة، أمس الإثنين، إلى ضمان
انتقال سلس للحكم مع الحكومة الفلسطينية المقبلة، وتمكينها من القيام
بمهامها بعد أن يتم تشكيلها.
وقال فياض في مؤتمر صحافي في رام الله "الحكومة القادمة أرى في تشكيلها
خطوة وضرورة للشروع في التنفيذ الفوري للتفاهمات حول إعادة الوحدة الوطنية،
ويجب أن تمكن هذه الحكومة من القيام بمهامها بالكفاءة المطلوبة وانتقال
سلس للحكم والإدارة".
أما في غزة، فتوقع رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة والقيادي البارز في
حركة "حماس" إسماعيل هنية، صمود اتفاق المصالحة "لنضوج الحالة الفلسطينية
والتغيرات في الوضع العربي تحديداً في مصر والتراجع الملحوظ في الهيمنة
الأمريكية على المنطقة، إضافة إلى الاتفاق على كافة التفاصيل خصوصاً حول
الملف الأمني".
وأضاف هنية في لقاء مع عدد الصحافيين في مكتبه بغزة أنه "تم الاتفاق على أن
تعفى حكومة التوافق الوطني القادمة المتفق عليها من متابعة الشأن
السياسي".
وأشار إلى أن هذه الحكومة ستتولى ثلاث مهام رئيسية هي: "التحضير لإجراء
الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير، العمل على
إعادة بناء الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإعادة إعمار ما
دمره الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وإنهاء الحصار".